يوهانا (تيسا فان دين برويك)، مراهقة واعدة ومتحمسة للعب التنس. ولكن تقترب من تجربة مهمة لاتحاد التنس البلجيكي، عالمها يتحطم. لقد تخلفت عن الدراسة، وأصبحت متنكرة بين أصدقائها، وفقدت مدربها، جيريمي، بسبب تحقيق داخلي حول وفاة فتاة شابة في أكاديمية التنس التي تتدرب فيها. من الصعب معرفة ما يجري داخل عقلها، حيث تكافح مع عواقب مدربها – نادراً ما تسمح لأي شخص بالدخول. على العكس يجب على الجميع قراءة ما بين طلقاتها المتصلدة ومرارتها من “أنا بخير” لمعرفة الألم الذي يكمن تحت الصدمة.
“Julie Keeps Quiet”، أول فيلم روائي طويل للمخرج ليوناردو فان دايل، دراسة شخصية مشددة ومؤلمة ترقب بفعالية توتر لا مفر منه. التنس هو رياضة سريعة الوتيرة، ولكن كل قطرة من المعلومات وكل كشف يبدو أنه يرد علينا بشكل حاد يأتي بتأنٍ. في بعض الأحيان يحدث ذلك بصورة بصرية، حيث يظل المخرج ومدير التصوير نيكولاس كاراكاتسانيس يحجبان جوليت تمامًا في الظل، مما يشير إلى الفراغ الذي تشعر به في الداخل. المكالمات والرسائل الغير قانونية بين يوهانا وجيريمي توفر مؤشرات إضافية، كما تكشف العلاقة المشحونة بالتوتر بين يوهانا ومدربها الجديد – الذي، على ما يبدو غريب عنها، يبدو أنه صحي. ولكن الأهم من ذلك هي يوهانا نفسها، التي تحتفظ بانتباهنا بحياة داخلية متعددة الأوجه من خلال أداء رائع في بداية مذهلة من فان دين برويك.
ليس لديها الكثير من الحوارات، بعضها يتكرر بشكل كبير، في الغالب لأنها لا تستطيع التعبير بالكلمات عن مشاعرها أو تجاربها. بل تحتفظ بالجميع -المنافسين والعائلة والزملاء- على بعد. وتنشئ مقارنة دالة عندما تبدأ يوهانا، في المراحل الأخيرة من التحقيق، بالفتح أمام أصدقاء جدد. الغيمة التي عادةً ما تحوم فوقها، مع ذلك، ليست بعيدة جدًا. لذلك يحاط ليوناردو فان دايل غالبًا بجوليت، وحدها، أثناء لعب التنس، ولذلك ترفض المشاركة في التحقيق مع وجه نحو تجربتها. هكذا يعتبر فيلم “Julie Keeps Quiet” تمرينًا في الصبر، نوعًا من الأفلام التي يرويها بدقة، بأيدي حذرة، دون عيب.
Leave a reply